محمد الحارثي يكتب: “خيوط العنكبوت” 

محمد الحارتي ـ استشاري التسويق والاعلام الرقمي

هل تعلم ان خيوط العنكبوت هي وسيلة للبقاء ينسجها العنكبوت ليصطاد به فريسته وتصبح ملاذ أمن يستطيع من خلاله ان ينسج بيتاً أمنا يحتمي به من اي هجمات محتملة لحشرات اخري وهي نفس الطريقة التي تحدث حاليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي اوحتي القنوات الرقمية المختلفة وهو ما يسمي بـ “الهندسة الاجتماعية”.

خيوط العنكبوت ـ صورة توضيحية

حيث يستغل اصحاب القبعات السوداء من الجماعات المتطرفة او حتي من لهم اجندات سوداء تسهدف ضرب المجتمع في معتفداته وقيمه الثابتة حيث يتصيد الهدف من خلال فهم اهتماماته وتطلعاته وهذا اصبح سهلا لان مفهوم الخصوصية لدينا اصبح غير موجود فكثيرا ما ننشر كل تفاصيل حياتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتلك الافعال تسهل المهمة لدي تلك الجماعات وتصبح الفريسة اسهل فنجد مثلا في احدي المجموعات “جروبات الفيسبووك” علي سبيل المثال تجد إحدهما يرسل لك رسائل خاصة ليعبر بها عن اعجابه بتعليقك او بمنشورك ثم يكرر في يوم اخر ويرسل لك منشور “بوست” يحتوي علي محتوي بعنوان يعجبك لانه في السابق دخل علي حسابك الخاص وفهم طبيعة اهتماماتك.

فاصبح من السهل ان يرسل لك بعضاً منها وبعدها تتكون صداقة افتراضية بينكما ليرسل لك طلب صداقة ومن هنا تدخل العلاقة في المرحلة الثانية وهي تبادل رسائل علي الخاص وايضا التفاعل المستمر مع منشوراتك علي صفحتك الخاصة ثم بعدها تجده يرسل لك اضافة لاحدي المجموعات “جروبات” الخاصة لتدخل وتجد نفسك وسط مجموعة تتحدث بطريقة مختلفة ويتبادلون معلومات وبيانات غريبة بالنسبة لك.

وبالتاكيد فضولك يجعلك تدخل في العمق لتنتقل اللي المرحلة الثالثة وتجد نفسك في وسط مجموعات تبث لك فكرا واراء يغلفها الشغف وبداخلها السم ولك ان تعلم انه قد يرسل لك “العنكبوت” رابطا بعد ان وثقت فيه لتجد ان هذا الرابط بدون ان تشعر هو “اختراق لهاتفك المحمول”.

ويصبح باستطاعته التحكم به بدون ان تعرف حيث يستطيع تشغيل الكاميرا ويتصفح رسائلك الخاصة جداً !!! ومن هنا تجد نفسك فريسة تشتبك اكثر بخيوط العنكبوت ولا مفر منه وتضطر الي ان تلبي كل ما يطلبه منك حرفياً وقد يطلب منك مهام تنفذها خشية ان يستغل ما وصل اليه من معلومات وبيانات.
انا في هذا المقال لا ابث بقلبك الرعب ولكني احاول ان اوجه لك بعض النصائح لكي تكون اكثر حرصا ولتعلم ان هاتفك المحمول ليس اكثر الاماكن امانً في العالم فلا تجعله غرفة نومك او حتي كاتم الاسرار الموبايل مجرد وسيلة للتواصل فلا تكون فريسة سهلة وتشتبك بخيوط العنكبوت لا تخف ولكن كن اكثر حذراً وعش بآمان.

 

بقلم : محمد الحارثي:

استشاري التسويق والاعلام الرقمي

About Author