محمد الحارثي يكتب| مملكة “العالم الرابع” .. واقع نعيش فيه

محمد الحارثي ـ إستشاري التسويق والإعلام الرقمي

إستيقظ نور علي صوت الموبيل ” رسالة جديدة ” ليجد هناك عرض علي سيارة جديدة وبقسط ١٠ سنوات ولون السيارة أسود نفس اللون الذي كان يحلم به منذ سنوات وسريعاً تصفح الرابط ليعرف المزيد ووجد صور واعلانات عن سيارة احلامه كما يريدها وجد بها كل ما يتمني وبسعر لا يقبل التفكير.

ممكلة العالم الرابع ـ صورة تعبيرية

اغلق نور هاتفة ليكمل نومة لانه ذاهب لعمله باكراً حيث يعمل نور في مطعم متواضع باحدي شوارع القاهرة الجميلة كما هو معتاد كل يوم حيث يذهب بدراجته البسيطة ولكن تلك الليلة لم ينم جيدا لانه ظل مستيقظاً يفكر ويهمس لنفسة بسؤال واحد طارد نومة في تلك الليلة الممطرة
متي ساشتري سيارة أحلامي ؟
هذا الاعلان جعل نور مستيقظاً طوال الليل يحلم بما يتمناه ولا يستطيع تحقيقه وظل يبحث علي السوشيال ميديا علي فيديوهات واعلانات لسيارة احلامه والمنزل الكبير المطل علي البحر حتي سمع اذان الفجر وحينها اضطر ان يغلق الهاتف ليخرج من عالمه الافتراضي لينام ساعتين قبل ان يبدا يومه باكراً.
مملكة العالم الرابع هو واقعنا الذي نعيش فية هو مملكة الاقتصاد والمعاملات والاعلانات والتجارة الالكترونية التي تجد من سلوكنا وحياتنا عبر الانترنت هي وسيلة لاستهداف كل نافذة رقمية نصل لها من خلال هاتفنا المحمول لتجد انك ما كنت تتحدث عنه او بحثت عنه تحول لاعلانات تطاردك اينما كنت وفيديوهات بعنواين جذابة لتجد نفسك دخلت عالم يمتليء بكل ما تحبه او تحلم به شيء جميل ان يكون الانترنت وسيلة للسفر حول العالم ونحن في منزلنا الصغير ونطير بطائرة تحلق فوق البحار ونحن في غرفة النوم وأقيم في اغلي الفنادق حول العالم وانا في مكتبي الصغير واتحدث مع المشاهير واغني معهم وانا في سريري استعد للنوم.
العالم الرابع هو حياة مترامية الاطراف لا نجد لها حدود ولا حتي تستطيع الخروج منها بسهولة ليصبح نور هاتفك المحمول يضيء وجهك في الساعات المتأخرة من الليل لتتصفح ما يحدث والموضوعات الساخنة وكيف استطاعت القطة لوسي ان تنقذ اولادها من سيارة مسرعة في الصين.
عالمنا تغير اصبح حقيقيا وليس افتراضياً اصبحت المعلومة اهم من الذهب والماس سلوكك الرقمي علي الانترنت هو ما تبحث عنه الاعلانات الرقمية الموجهة لتحقق اعلي الايرادات من البيع عبر المنصات الرقمية هذا هو ملامح الواقع الذي نعيشه لتستمر وتتسارع وتيرة الحياة ويتسع سقف طموحاتنا واحلامنا
لا تخف ما عليك سوي ان تدرك ملامح الواقع الافتراضي لتعيش فيه بأمان وتستمتع به وتستطيع ان تبتعد عن العالم السفلي وهو ما سنتحدث عنه في المقالة الجديدة.

 

بقلم : محمد الحارثي

– إستشاري التسويق والإعلام الرقمي

About Author