في ظل تعطيل فيروس “كوفيد 19” أساليب العمل السابقة وتوجه معظم الشركات بشكل كامل أو جزئي للعمل عن بعد، أصبح أمن البيانات يمثل مشكلة. وبينما لم تعد البيانات تُخزن في حدود شبكة أو جهاز خاص، فقد باتت البيانات التجارية مكشوفة ومعرضة للمخاطر. هنا حيث سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في عام 2021. ستساعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تمكين أمن البيانات من خلال الكشف عن التهديدات المحتملة وعمليات اختراق البيانات قبل حدوثها.
هذا ما أكده علي شبدار، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “زوهو كورب”، مشيرًا إلى انه سوف يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتعرّف على أنشطة مشبوهة يمكن اعتبارها مؤشراً لهجوم أمني. ومع بناء الذكاء الاصطناعي قدرات متزايدة التعقيد، فإن عام 2021 سيشهد تقليل الخروقات الأمنية إلى أدنى حد ويرجع الفضل في ذلك إلى أن الأمن سيصبح أكثر استباقية.
إلى جانب ذلك مخاطر أمن البيانات، أرغم الانتقال إلى نموذج العمل عن بعد الشركات لتصبح رقمية بسرعة، ومع توليد المزيد من البيانات بسبب هذه الجهود، فقد نمت الحاجة لأدوات الذكاء الاصطناعي. وفي العام 2021، سيسهم الذكاء الاصطناعي المدمج بأدوار وتدفقات عمل قائمة وجديدة في تحسين كل شيء بدءاً من دفع عجلة النمو إلى مساعدة الشركات على زيادة مبيعاتها وصولاً إلى أبعد من ذلك. سيكون المستقبل عبارة عن مزيج من الذكاء الاصطناعي والبشر الذي سيتعاونون معاً بدلاً من أن يتنافسون فيما بينهم.
وسوف تأتي فوائد الذكاء الاصطناعي بدءاً من هذا العام فصاعداً في الغالب من التحسين الأمثل للعمليات وتعظيم الإيرادات. سيلامس الذكاء الاصطناعي برمجيات الأعمال ويعيد صياغة ما هو ممكن من وجهة نظر تحسينية. وفي ذات الوقت، سيشدّد الذكاء الاصطناعي على حماية البيانات من وجهة نظر تجارية وقانونية على حد سواء. ومع تزايد انتهاكات البيانات، سنشهد استخدام الذكاء الاصطناعي في الحماية من البرامج الضارة، وتحليل الأسباب الجذرية، والتنبؤ بانقطاع الاتصال، والمصادقة التكيفية وغيرها الكثير.
ذكاء الأعمال
وتتسارع وتيرة استخبارات الأعمال الذكية كنتيجة للذكاء الاصطناعي، والسرد القصصي الذكي وغيرها الكثير. وخلال الأعوام القليلة الماضية، اكتسب ذكاء الأعمال زخماً ليصبح محفزاً أساسياً لنمو الأعمال، ومع تأثير كوفيد-19 على تسارع تكنولوجيا البرمجيات، فإننا نشهد تغيراً سريعاً لذكاء الأعمال ليواكب مستقبل الأعمال. يمكننا أن نتوقع هذا العام أن نرى ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي يعملون معاً لإنشاء تحليلات وبيانات معززة.
فمن خلال التحليلات المعززة، ستتمكن الأعمال من تحديد أنواع البيانات بصورة تلقائية، ووضع نموذج للمعلومات مباشرة من المصدر، وأتمتة الاقتراحات. وفي ظل الترابط في عمل الذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال، سيتم إنجاز المهام بطريقة أسهل وأسرع وأكثر فاعلية. ستكتسب جوانب مثل التحليلات التخاطبية شعبية أكبر وسيتم اعتمادها بسرعة ليتمكن المستخدمون التجاريون ببساطة من طرح أسئلة باللغة الأصلية وسيتمكن المحرك من فهم وتوليد إجابات خلال ثوانٍ. وبدعم من دمج الذكاء الاصطناعي مع ذكاء الأعمال، يمكنكم أن تتوقعوا رؤية مستخدمين بخلفيات تقنية بسيطة يكتسبون معرفة تحليلية خلال العام 2021.
وسيساعد السرد القصصي، المعروف أيضاً بالرؤى المعمقة المؤتمتة، الأعمال كذلك في هذا العام. فبدلاً من إنفاق المستخدمين الوقت على تحديد أي من الرؤى أكثر تأثيراً بالنسبة لنشاطهم التجاري، فإن السرد القصصي الذكي سيسلط الضوء على استنتاجات رئيسية لهم. حيث سيتمكن النظام من تتبع التغيرات وبناء وصف سردي يمكن للمستخدم فهمه ويشير إلى استنتاجات رئيسية.
كما سيتمكن السرد القصصي أيضاً من توليد عروض تلقائياً للتخلّص من العمل الكثير الشاق. ومن المهم الإشارة إلى أنه وفي حين أن السرد القصصي سيؤثر على الأعمال في العام 2021، ستكون هناك حاجة لتبنيه بإسلوب ينطوي على تقديم الرؤى المعمقة من خلال أدوات تجارية مستخدمة بشكل منتظم، مثل البريد الإلكتروني أو الدردشة. سيشكل تمكين الوصول إلى السرد القصصي في هذه الأنواع من الأدوات البرمجية مكوناً رئيسياً في دفع استهلاك السرد القصصي في ذكاء الأعمال.
ومن المتوقع أيضاً أن يشهد ذكاء الأعمال المدمج وذكاء الأعمال ذاتية الخدمة نمواً متسارعاً في عام 2021. فمن خلال منح التحليلات المدمجة المستخدمين النهائيين القدرة على معالجة البيانات، ستتمكن الأعمال من توليد تحليلات متقدمة، عوضاً عن تقارير تتسم بالجمود كما هو الحال سابقاً. وينمو الزخم حول تبني ذكاء الأعمال المدمج على مرّ السنين وستصبح عملية التنقية التفاعلية أكثر شيوعاً في المستقبل القريب.
بسبب ذكاء الأعمال المدمج، سيتمكن المستخدمون من إنشاء رؤى فعالة، وستغدو التطبيقات التجارية ذات الجوانب التحليلية أكثر تكاملاً. بالإضافة إلى ذلك، سيزوّد ذكاء الأعمال ذاتية الخدمة الشركات بتحسيناتت للذكاء الاصطناعي لأتمتة عملية إعداد التقارير لمحرك البحث، والرؤى المعمقة، وتجهيز البيانات المعزّز، وتحليلات الأعمال الموحدة، وغيرها الكثير. لقد بات امتلاك القدرة على ربط جميع نقاط البيانات أمراً ذا أهمية حاسمة بالنسبة للأعمال لكي تتمكن من الحصول على نظرة شاملة على المعلومات التجارية. وسوف تبرهن تحليلات الأعمال الموحدة على أنها عامل دعم أساسي في هذه العملية.
نظراً لتسريع وباء كوفيد-19 ونموذج العمل عن بعد وتيرة تبني تقنية السحابة، سيكون للسحابة المتصلة أثر كبير على ذكاء الأعمال في هذا العام. سوف تبحث الشركات عن موردين يوفرون أنظمة ذكاء أعمال قائمة على السحابة وكذلك موردين يقدمون إما شبكات سحابية ذاتية الإدارة أو خوادم سحابة خاصة مثل سحابة أمازون ويب سيرفيسز AWS أو منصة جوجل السحابية.
علاوة على ذلك، سيثبت ذكاء الأعمال المتنقل على أنه أكثر انتشاراً في عام 2021. إذ سيتيح ذكاء الأعمال المتنقل الوصول من أي مكان إلى رؤى معمقة ما يسمح بالعمل في تناغم تام مع بيئة “العمل من أي مكان”. وبالرغم من أن حجم الشاشة المحدود لا يزال يشكل تحدياً لذكاء الأعمال المتنقل، فإن واجهات محددة للأجهزة المحمولة ستصبح أكثر بروزاً وستؤدي لإدخال جوانب مثل القدرة التخاطبية للمساعدة في التعمّق أكثر في البيانات.
More Stories
“إي فاينانس” و”دل تكنولوجيز” تتعاونان لإطلاق منصة سحابية جاهزة للذكاء الاصطناعي في مصر
«إي آند بيزنس» توقع 5 شراكات استراتيجية لتقديم حلول متكاملة لقطاع الأعمال في السوق المصري
مؤتمر Pafix يناقش ابتكارات التكنولوجيا المالية.. كيف يقود الذكاء الاصطناعي المصارف إلى بر الأمان؟