صباح الخير علي حضراتكم، في البداية أعبر عن سعادتي للمشاركة معكم في فعاليات هذا المؤتمر المهم والذي يأتي تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، ويجمع رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمناقشة أهم التوجهات والتحديات والفرص، ويمثّل منصة سنوية للتواصل بين مختلف الفاعلين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز التعاون. ويأتي بالتزامن مع “الملتقى والمعرض الدولى الثالث للصناعة”، الذى ينظمه اتحاد الصناعات المصري برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
• بنقل لحضراتكم تحيات معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، وبشكر المهندس خالد إبراهيم رئيس مجلس إدارة الغرفة على الدعوة الكريمة. وأتوجه بخالص الشكر إلى جميع الشركاء والرعاة والمنظمين لهذا المؤتمر وإلى كافة الحضور الكريم من الزملاء والمستثمرين والإعلاميين وممثلي الشركات المحلية والدولية، والذين نسعد ونحرص دوماً على لقاءاتهم لتبادل الرؤى وتطوير مجالات الشراكة والتعاون.
واسمحوا لي أن أشارك معكم بعض الأفكار والنقاط الموجزة:
• أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مطلب أساسي للتنمية المستدامة وركيزة اقتصاد ومجتمع القرن الحادي والعشرين ومحوره الرئيسي.
• فى ظل الجمهورية الجديدة يلمسُ الجميع جدية النظرة وجهود دعم القطاع الخاص المحلي والأجنبي كشريك أساسي فى عملية التنمية وتحقيق رؤية مصر 2030 فضلاً عن أهدااف التنمية المستدامة الSDGs17، ولعل وثيقة ملكية الدولة خير مؤشر على ذلك. وتعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مؤسسات الدولة على خلق نظام بيئي Ecosystem يعزز نشاط وعمل القطاع الخاص المحلي والأجنبي، مع تعزيز التعاون التنموي بين كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
• قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو قطاع ديناميكي سريع التغير، وقد أصبح هذا القطاع من القطاعات المؤثرة في الاقتصاد المصري، حيث نجح فى أن يكون أعلى قطاعات الدولة نمواً للعام الخامس على التوالي بنسبة نمو أكثر من 16%، كما بلغت نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الاجمالي نحو 5.8% ارتفاعاً من 3.2% في 2014؛ وجاءت مصر في المركز الأول في أفريقيا في سرعة الإنترنت الثابت بمتوسط 76.4 ميجابت/ ثانية، كذلك تقدمت 49 مركزاً في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى من المركز 111 في 2019 إلى 62 في 2023، وجاءت مصر ضمن المجموعة (أ) في مؤشر البنك الدولى لجاهزية الحكومة للتحول الرقمى صعوداً من (ب) فى 2020 و(ج) فى 2018.
• موارد الدول تغيرت وأصبحت الثروة الحقيقية والأهم هى البيانات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولم يعد التحول الرقمي مجرد توجه عالمي أو موضة وإنما أصبح ركيزة لكافة القطاعات من خلال تحسين الكفاءة والفعالية والجودة والإنتاجية والتنافسية، وتغيير احتياجات التوظيف والمهارات، وإعادة تعريف منظومات العمل. ومن ثم فإن مواكبة كافة القطاعات والشركات العاملة بها لهذه التطورات التكنولوجية باتت ضرورة ملحة للوصول إلى نموذج عمل جديد يعتمد على استخدام التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وسلاسل الكتل، والحوسبة السحابية، وأنظمة الأمن السيبراني..وغيرها من تقنيات الجيل الرابع للصناعة 4.0.
• أطلقت الدولة استراتيجية مصر الرقمية في عام 2018 تقوم على 3 محاور أساسية هي؛ التحول الرقمي، بناء الإنسان المصري رقمياً، ورعاية الاستثمار والإبداع التكنولوجي، وتعتمد على 3 ركائز: بنية تحتية رقمية كفء مستدامة بانتشار يضمن نفاذ المواطنين للإنترنت، وسياج تشريعي وحوكمي، وريادة دولية. وتستهدف الاستراتيجية تحقيق عدد من المستهدفات منها؛ تعزيز مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى الناتج المحلى الإجمالى، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية للقطاع، بالإضافة إلى دمج التكنولوجيا فى مختلف قطاعات الدولة، ودعم قدرات مصر فى مجال الربط الدولى. كما تستهدف الاستراتيجية تمكين المواطن من تلقي الخدمات الرقمية وكسب فرص عمل في الاقتصاد الرقمي، وتشجيع ريادة الأعمال ودعم الابداع الرقمي.
• تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات التشريعية لتهيئة المناخ الداعم لتنمية الأعمال بالقطاع، ووضع سياج تشريعي لحوكمة القطاع وحماية المستخدمين، بجانب وضع أطر تنظيمية جادة للاستثمارات المحلية والأجنبية، والشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني ومنها؛ إصدار قانون حماية البيانات الشخصية، وتطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي لدمج التكنولوجيا في القطاعات المختلفة، وإطلاق الميثاق الوطني للذكاء الاصطناعي المسئول، وإصدار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وإنشاء مجلس وطني للأمن السيبراني، وإطلاق سياسة الحوسبة السحابية أولاً، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتجارة الالكترونية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”.
• على صعيد البنية التحتية الوطنية، تسعى الدولة للتأكد من عدم ترك أى شخص خلف الركب الرقمى، وعدم ترك أى شخص غير متصل بالإنترنت؛ حيث تم ضخ استثمارات بقيمة تتجاوز الـ 150 مليار جنيه لتنفيذ مشروع رفع كفاءة الإنترنت الثابت فى مصر وإنشاء شبكة جديدة من كابلات الألياف الضوئية، وربط نحو 25 ألف مبنى حكومي، وتكامل بيانات 100 جهة (G2G). كما يتم العمل على التمكين الرقمى لأكثر من 50 مليون مواطن في 4500 قرية من قرى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير الريف المصري من خلال استهداف توصيل كابلات الألياف الضوئية إلى 9.3 مليون مبنى، ورفع كفاءة وإنشاء 4 آلاف برج محمول، ونشر الثقافة الرقمية لنحو 490 ألف مواطن، وتطوير 1700 مكتب بريد.
• تم زيادة منافذ البريد المصري لتصل إلى 4600 منفذ تم تطوير منها 4000 منفذ، كما يتم العمل بشكل مستمر على تحسين خدمات الاتصالات وإطلاق خدمات الجيل الخامس للمشغلين، حيث تم منح تراخيص للشركات الأربع باستثمارات 675 مليون دولار، وزيادة السعات الترددية للمشغلين خلال السنوات الست الماضية بنسبة 46% لتحسين جودة خدمات المحمول، كما زادت أبراج المحمول بنسبة 61% خلال 6 سنوات لتحسين التغطية في مختلف أنحاء الجمهورية بما في ذلك الطرق والمحاور وقرى حياة كريمة. فضلاً عن التوسع فى خدمات الحوسبة وتطبيقاتها، والجهود المبذولة لتنمية صناعة مراكز البيانات في مصر.
• على صعيد البنية التحتية الدولية، يمر عبر مصر أكثر من 90% من حركة البيانات بين أسيا وأوروبا من خلال 13 كابل بحري وجارى حالياً إنشاء 5 كوابل بحرية جديدة تدخل الخدمة تباعاً حتى عام 2025، والكبل البحري الدولي تتراوح تكلفته من 600 مليون دولار إلى 2 مليار دولار تتم من خلال تحالفات دولية.
• نفذت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مؤسسات الدولة وبالشراكة مع القطاع الخاص العديد من مشروعات التحول الرقمى مثل؛ منصة مصر الرقمية التي تضم مجموعة من الخدمات الحكومية الرقمية، والتي بلغ عدد المسجلين بها حتى الآن 8 ملايين مواطن، ومشروع ميكنة التأمين الصحي الشامل، ومنصة تأسيس الشركات، ومنظومة التقاضي عن بعد. كما تنفذ الوزارة مجموعة من المشروعات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إطار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي ومنها مشروعات تطبيقية في مجال الرعاية الصحية مثل تطبيق التعرف المبكر على المياه الزرقاء بالعين بدقة تشخيص 93%، وتطبيق التعرف على اعتلال الشبكية السكري بدقة تشخيص تخطت 95%، وتطبيق التعرف على سرطان الثدي.
• تسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى دعم الابتكار الرقمي وريادة الأعمال في مختلف المحافظات، وقد أصبحت مصر ضمن أفضل 3 دول في ريادة الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يوجد أكثر من 600 شركة ناشئة تعتمد على التكنولوجيا في أعمالها، وتم إنشاء 23 مركز إبداع مصر الرقمية في 19 محافظة من مستهدف 32 مركزاً في 27 محافظة، وتم إنشاء مركز الابتكار التطبيقي (AIC)، وإنشاء جامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وإنشاء وتفعيل الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة.
• تعمل الدولة على تنمية قطاع التعهيد وتعزيز مكانة مصر كمقصد رائد لخدمات تكنولوجيا المعلومات والعابرة للحدود؛ حيث زاد عدد المتخصصين العاملين في مجال التعهيد ليصل إلى أكثر من 145 ألف متخصص، وبلغ عدد المتخصصين في تصميم الإلكترونيات والنظم المدمجة نحو أكثر من 11 ألف متخصص، كما يوجد أكثر من 195 مركزاً للتعهيد لأكثر من 175 شركة تصدر الخدمات الرقمية من مصر لعملائها بالخارج؛ منها 52 مركزاً لشركات أوروبية، و49 مركزاً لشركات من أمريكا الشمالية و10 مراكز لشركات من شرق آسيا و21 مركزاً لشركات من الخليج العربي، و5 مراكز لشركات من أفريقيا، و59 مركزاً لشركات من مصر. وتتضمن هذه المراكز 80 مركزاً لتطوير البرمجيات، و68 مركزاً للنظم المدمجة وتصميم الإلكترونيات، و48 مركزاً لخدمات مراكز الاتصال. وقد أثمر ذلك عن وصول صادرات مصر الرقمية من هذه المراكز إلى 3.7 مليار دولار العام المالي الماضي، وهناك خطة لزيادتها إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026 ضمن مستهدفات مصر لزيادة الحصيلة الدولارية إلى أكثر من 191 مليار دولار التى أعلنها دولة رئيس مجلس الوزراء.
• تنفذ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خطة متكاملة لبناء القدرات الرقمية وفقاً لمنهجية هرمية تستهدف جميع المراحل العمرية؛ حيث يتم توفير برامج مخصصة للنشء وطلاب المدارس تتمثل في مبادرات براعم وأشبال مصر الرقمية، إلى جانب مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية، فيما يتم توفير تعليم متخصص للطلاب الجامعيين من خلال جامعة مصر للمعلوماتية، وإتاحة مبادرات رواد وبناة مصر الرقمية للخريجين، كما تشمل برامج مخصصة لبناء قدرات الشباب في مجال العمل الحر وتأهيلهم للعمل كمهنيين مستقلين من خلال المعهد القومي للاتصالات ومعهد تكنولوجيا المعلومات، وأخرى لتمكين وتنمية مهارات الأشخاص ذوي القدرات الخاصة. وقد تم مضاعفة موازنة منح بناء القدرات الرقمية المقدمة من الوزارة 25 ضعفاً، خلال الفترة بين 2018 وحتى 2024، وارتفع عدد المتدربين من 4 آلاف متدرب إلى قرابة 400 ألف متدرب باستثمارات تصل إلى 1.7 مليار جنيه، ومستهدف خلال العام المالي الجاري الوصول إلى 500 ألف متدرب في مختلف أنحاء الجمهورية، منهم نحو 50% إناث. وتم الانتهاء من نشر الثقافة الرقمية وتنمية القدرات الرقمية لنحو مليون و200 ألف من العاملين بالجهاز الإداري للدولة والمنتقلين للعاصمة الإدارية والمواطنين وأهالي قرى حياة كريمة من خلال برامج التطوير المؤسسي الرقمي بالوزارة.
• أود في النهاية أن أؤكد التطور التكنولوجي متسارع للغاية، وأن التطوير المنشود والتحول الرقمي سواء على المستوى الاقتصادي الكلي أو االجزئي لن يتحقق إلا بالتفاعل والتشارك بين عناصر المنظومة من الحكومة والقطاع الخاص المحلي والأجنبي والمجتمع المدني وكافة الشركاء. وأتمنى التوفيق للغرفة فى المبادرات التى أطلقتها للمساهمة في النهضة الصناعية الرقمية بالشراكة مع اتحاد الصناعات، وهي مبادرة “رقمنة 1000 مصنع”، ومبادرة ملتقي “التوظيف للكوادر التكنولوجية” بالشراكة ومنصة “وظف”، ومبادرة إطلاق منصة “الكاتالوج الإلكتروني”.
شكرا لحضراتكم، وأتمنى لكم التوفيق في هذا المؤتمر المتميز وكافة الفعاليات القادمة
More Stories
شراكة استراتيجية بين “إي آند للتكنولوجيا المالية والتطبيقات الرقمية ” وهومزمارت
تقرير Downdetector® لعام 2024 من «أوكلا» يكشف عن أكبر انقطاعات في الخدمات تشمل فيسبوك وCrowdstrike ومايكروسوفت
باي سكاي ويلّا سوبر آب يتم ترشيحهما لعدة جوائز مرموقة في جوائز MENA Fintech Association 2024 خلال أسبوع أبو ظبي المالي