سيكم المصرية تتصدر المشهد الدولي كنموذج ملهم للتنمية الاقتصادية المستدامة

● تكريم سيكم، مؤسسة اجتماعية مصرية رائدة، كواحدة من “أبطال الأرض” لعام 2024 من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في فئة “الرؤية الريادية”.
● اختيار رئيس سيكم التنفيذي، حلمي أبو العيش، كواحد من أكثر 100 شخصية أفريقية مؤثرة لعام 2024 من قبل مجلة “نيو أفريكان”.

حصلت سيكم على جائزة “أبطال الأرض” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، في فئة “الرؤية الريادية”، و تعد هذه الجائزة أعلى تكريم بيئي من الأمم المتحدة، والتي تعترف بمساهمات سيكم المحورية في مكافحة التصحر، وتدهور الأراضي والجفاف. والجدير بالذكر أن “سيكم” هي المؤسسة الوحيدة المتلقية لهذه الجائزة من أفريقيا والشرق الأوسط في عام 2024.

وفي إطار تكريم القادة المتميزين على مستوى القارة، تم اختيار السيد حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيكم، ضمن قائمة “أكثر 100 أفريقي تأثيراً في عام 2024″، والتي تصدرها مجلة “نيو أفريكان” في فئة “المجتمع المدني”. ويخص هذا الاعتراف القادة والمؤسسات التي تساهم بشكل ملموس وفاعل في تطوير المجتمع المدني على مستوى أفريقيا، ويعزز من تأثير سيكم على الصعيدين المحلي والدولي.

اقتصاد المحبة: نموذج أعمال محوري
منذ ما يقرب من 50 عامًا، قدمت سيكم نموذج “اقتصاد المحبة”. ويعطي هذا النهج المبتكر، والذي يرتكز على التنمية المستدامة وتمكين المجتمع، الأولوية للممارسات الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية والاستدامة البيئية عبر سلسلة القيم الخاصة بالمنتجات.
ولقد أثبت نموذج “اقتصاد المحبة” فعاليته في تعزيز قدرة المؤسسات على إنتاج منتجات صحية عالية الجودة مع المساهمة بشكل إيجابي في المجتمعات المحلية. وإدراكًا لإمكانات النموذج، قامت الجمعية المصرية للزراعة الحيوية بتطويره ليصبح معيارا معتمدا .

ويوفر هذا المعيار إطارًا شاملاً يساعد المزارعين في الانتقال إلى الممارسات الزراعية الحيوية والعضوية. ومن خلال القيام بذلك، فإنه يعزز سبل عيش المزارعين من خلال تمكينهم من توليد دخل إضافي من خلال المبادرات التي تكافئ جهودهم البيئية، مثل المشاركة في برامج سندات الكربون.

بالإضافة إلى ذلك، ، يعالج هذا النموذج بفعالية التحديات العالمية الملحة، بما في ذلك الأمن الغذائي وندرة المياه وتغير المناخ.

ومن المؤكد أن النمو الاقتصادي يزدهر داخل المجتمعات الشاملة التي تقدر الأبعاد الثقافية والاجتماعية. فمن خلال تعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة والسلامة النفسية والمشاركة الإبداعية، يعمل نموذج “اقتصاد المحبة” على تمكين الأفراد من التواصل بشكل فعال مع بعضهم البعض ومحيطهم.

وعلاوة على ذلك، يعزز النموذج ظروف العمل العادلة والكريمة التي تضمن شعور كل شخص بالأمان والاحترام، مما يعزز بشكل أكبر حيوية المجتمع ومرونته بشكل عام.

وحتى الآن، نجحت الجمعية المصرية للزراعة الحيوية في دعم 15,312 مزارعا في انتقالهم إلى الزراعة الحيوية والعضوية، وتحويل أكثر من 55,000 فدان إلى ممارسات زراعية مستدامة من خلال تبني معايير نموذج “اقتصاد المحبة”. وهو ما يؤكد على جدوى وفعالية النموذج في خلق مستقبل أكثر استدامة للمؤسسات والمجتمعات.

ومن جانبه صرح السيد حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيكم قائلا: “أشعر بإلهام عميق لمواصلة بناء الإرث الرؤيوي لوالدي الراحل، الدكتور إبراهيم أبو العيش، الذي أسس سيكم في عام 1977 حيث بدأت رحلتنا في مساحة قاحلة من الصحراء المصرية وحينها قوبلت فكرة والدي عن “اقتصاد المحبة”، وهو نموذج يمكنه تحويل الصحراء إلى واحة مزدهرة، بالتشكيك، و بالرغم من ذلك ومن خلال التزامنا الراسخ بالزراعة الحيوية، وبالجهد الدؤوب، تقف سيكم اليوم شاهداَ على حلمه. فقد نمت سيكم لتصبح مؤسسة متعددة الأوجه تعزز سلامة المجتمع والحياة الصحية والممارسات المستدامة. نحن نشعر بالفخر لأن نهجنا الشامل “اقتصاد المحبة” يكتسب مزيداً من التقدير. فنحن نتخيل عالمًا تزدهر فيه المؤسسات المختلفة والبيئة في وئام، حيث يعيش الناس ويعملون ويزدهرون في أمان ودعم.”
مزيد من الإلهام للمؤسسات المحلية

إن التقدير العالمي الذي حصلت عليه “سيكم” في عام 2024 يؤكد أن التغيير المحوري يمكن حدوثه من خلال نماذج أعمال قابلة للتطوير ومدعومة بالممارسات المستدامة. وبناءً على هذا النجاح، تسعى سيكم، بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، نحو هدف طموح وهو دعم 40 ألف مزارع أثناء انتقالهم إلى ممارسات الزراعة العضوية والحيوية بحلول نهاية عام 2025.

يمكن للمنظمات المحلية أن تستلهم من إنجازات سيكم من خلال تبني رؤية شاملة توفق بين السلامة المجتمعية والبيئية والربحية. ويشمل هذا النهج تنفيذ ممارسات مستدامة، وضمان سلاسل توريد شفافة، وتعزيز علاقات التجارة العادلة، والاستثمار في تنمية المجتمع من خلال التعليم والبنية التحتية.

ومن خلال تبني هذه المبادئ، يمكن لمزيد من المؤسسات أن تدرك أن تقييم تأثير أنشطتهم على البيئة ليست عائقًا أمام النمو ولكنها طريق إلى تحقيق رخاء مشترك بين المؤسسات والمجتمعات المحلية والبيئة.

وأسس الدكتور إبراهيم أبو العيش مبادرة سيكم في الصحراء المصرية في عام 1977 بناءً على فكرة تعزيز التنمية المستدامة من خلال النهج الشمولي المتضمن للأبعاد الأربع: البعد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي والثقافي. وتقوم مجموعة شركات سيكم بإنتاج ومعالجة وتسويق الأغذية العضوية والحيوية والمنسوجات والأدوية العشبية في مصر وفي الأسواق العالمية. وتعتبر سيكم “رائدة في مجال الزراعة العضوية” في مصر كما حصلت على “جائزة نوبل البديلة” في عام 2003. وتستخدم شركات سيكم أجزاء من أرباحها لتمويل أنشطة مؤسسة سيكم للتنمية، التي تدير من بين أمور أخرى مدارس ومركز طبي. وفي عام 2012، تم إنشاء جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة كجزء من مبادرة سيكم. وتأسست الجامعة بهدف الريادة في تقديم مفاهيم ومبادئ التنمية المستدامة للطلاب والمجتمع المصري على نطاق أشمل.

About Author