قصة الجاسوس الاسرائيلي الذي يحاول دخول المتحف المصري تحت غطاء الذكاء الاصطناعي

في الوقت التي تسمح في جمهورية مصر العربية لشركاتها الوطنية بالنمو والازدهار ومواكبة كل ما هو جديد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها من المجالات التكنولوجية، وتفتح أيضا أسواقها أمام الشركات العالمية للاستثمار والتواجد بشكل علني في هذه الأسواق وفقا لما حدده القانون المصري، تحاول بعض الشركات الداعمة للكيان الصهيوني والمنتمين له التسلل وسط الأحداث الداعمة لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر.

هذا ما لمح إليه المهندس محمود توفيق الرئيس التنفيذي لمجموعة فيكسيد مصر وهي شركة وطنية متخصصة في مجالات الأمن السيبراني وإحدى الشركات المقدمة لخدمات التوقيع الالكتروني في السوق المصري.

المهندس محمود توفيق الذي يعد واحد من خبراء الأمن السيبراني في مصر، أشار في منشور له على موقع التواصل العملي Linked in إلي وجود شركة ضمن الشركات المشاركة في إحدى المؤتمرات التي تنظمها نقابة المهندسين تحت عنوان lignite on Tour التي تتحدث عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني والتدريب في هذه المجالات.

هذه الشركة والتي تسمى Palo alto networks هي شركة بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية الي أن عاد مالكها ومؤسسها الي الكيان المحتل ليشارك في الوحدة 8200 في جيش الاحتلال.

ومن المقرر حسب منشور المهندس محمود توفيق أن تشارك الشركة المذكورة والتي يملكها المدعو نير زوك في مؤتمر نقابة المهندسين المقرر تنفيذه نهاية شهر مايو الجاري بالمتحف المصري الكبير.

وحسب ما ذكر عن نير على شبكة الإنترنت: “بدأ نير حياته كطفل عبقري يبلغ من العمر 16 عامًا في إسرائيل، حيث كتب بعضًا من أوائل فيروسات الكمبيوتر ثم كتب برامج تجارية باستخدام جهاز Dragon 64 الخاص به، وكان له دور في تطوير بعض من أكثر تقنيات أمن الكمبيوتر ابتكارًا في هذا المجال عام 2005”.

بعد أكثر من 20 عامًا في كاليفورنيا عاد زوك وعائلته إلى إسرائيل، ويواصل العمل عن بُعد لصالح الشركة.
انها حقا قصة كفاح ولكن دعونا نقرأ ما كتبه المهندس محمود توفيق على صفحة الرسمية على موقع لينكد إن:


نص مقالة المهندس المصري محمود توفيق على موقع لينكد إن

لم أجد بداية لمقالي هذا أفضل من أحد أبيات قصيدة “الثعلب والديك” لأمير الشعراء أحمد شوقي التي تحمل حكمة تبين ظهور بعض الأمور بمظهر الصلاح بينما الحقيقة خلاف ذلك.

لاحظتُ الإعلان الذي يدعو نقابة المهندسين إلى توقيع اتفاقية تفاهم وتعاون والمشاركة في مؤتمر للأمن السيبراني والذي تنظمه إحدى الشركات العاملة في هذا المجال، ويحظى بدعم من عدة مؤسسات وكيانات محلية ومن المقرر عقده يوم الأربعاء، 28 مايو 2025، في “المتحف المصري الكبير”.

ومن اللافت للنظر أن هذه الشركة تدعي دعم جهود التحول الرقمي والأمن السيبراني في مصر، وستعرض خلال هذا المؤتمر دور الذكاء الاصطناعي وحلول حماية البنية التحتية الرقمية كما أنها تخطط لتوقيع مذكرة تفاهم غرضها “تدريب” المهندسين المصريين.

وهنا يجب ان نطرح مجموعة من الأسئلة.. أولها من هو مؤسس هذه الشركة؟

ونجد الإجابة بأنه المدعو نير زوك الذي كان يخدم في “الوحدة ٨٢٠٠ – جيش الإحتلال” والذي له ماضي يستطيع كل من يبحث بجدية أن يعرف حقيقته وكذلك طبيعة أهداف الوحدة المذكورة،  وعليه فإن الإشارة إلى خلفية المؤسس تهدف لتسليط الضوء على معطى جوهري يستحق التوقف عنده، خاصة عند النظر في طبيعة “الأمن السيبراني” ونحن في هذا السياق نلتمس حسن النية في المشاركين ونفترض أن غياب هذه المعلومة قد يكون سببًا في اتخاذ قرارات لم تُراجع من هذا الجانب، ونأمل أن تساهم هذه المعرفة في إعادة التقييم وفقًا لمعايير تتسق مع أهدافنا ومبادئنا وقيمنا.

السؤال الثاني، هل هذا النوع من المؤتمرات والمبادرات مفيد لرفع مستويات “الأمن السيبراني”؟

ونري ان هذا النوع من المبادرات هو إعادة إنتاج لمبادرات أخرى حدثت في الماضي – vendor training – والتي أدت إلى تخريج دفعات وأجيال من “المستخدمين” للتكنولوجيا – بشكل يحد من إمكانية فهمهم للبنية الحقيقية بعمق – بدلاً من تخريج مطورين “منتجين ومبدعين”، وذلك بالطبع يؤدي إلى عادة “إدمان” شراء هذا النوع من التكنولوجيا وكأنه لا يمكن استبداله أو إنتاج بدائل له. 

السؤال الثالث ماهي خطورة الاعتماد على هذه الشركة أو الشركات المماثلة؟

من المعلوم أن المستوى الحقيقي لنضج الأمن السيبراني يحدد قدرة الدول والمؤسسات بأنواعها على اكتشاف ومواجهة المخاطر والتهديدات الرقمية وفق رؤية متكاملة تشمل تأمين سلاسل الإمداد (Securing from supply chain attacks)، وتحقيق المرونة السيبرانية (Cyber Resilience) من منظور شامل وعميق والذي يشمل منهجية امتصاص الصدمات والتعافي منها لتحقيق استمرارية الأعمال.

لذلك وفي ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، تكمن الخطورة في الاعتماد على مثل هذه الانواع من “حلول الأمن السيبراني” نظراً لأنه قد يُستخدم مثل “حصان طروادة”، وقد رأيت بنفسي كيف أن أحد منتجات هذه الشركة كان نقطة ضعف، وبه ثغرة خطيرة في أحد الجهات التي دفعت بالطبع مبلغ كبير مقابل شراء “جدار ناري” لغرض “حماية الشبكة” ولكنه تم استغلاله لعكس الغرض الذي تم بيعه من أجله، لذا يجب اتخاذ خطوات عملية وفق خطة ومنهجية حيث مازالت هناك فرصة خاصة في ظل وجود كفاءات وطنية مشهود لها محلياً ودولياً، ولا أتمنى أن نضطر لترديد مقولة.

” أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض “

السؤال الأهم الآن ماهي الآثار الأخرى المحتملة لهذا التوجه؟

الاستمرار في الاعتماد على شراء التكنولوجيا والتدريب الموسع للمهندسين ليصبحوا “مجرد مستخدمين” قد يحد من قدرة السوق المحلي على الإنتاج والابتكار وله تأثيرات اقتصادية على الميزان التجاري، حيث يحفز ذلك على وجود كيانات محلية تقوم بدور “المحلل” وتهدف إلى بيع أغلى المنتجات سعياً وراء زيادة نسبة العمولة وبالطبع لا أقصد بكلامي عدم الانفتاح على الآخرين وتبادل الخبرات ولكن وفق معايير وأطر وثوابت محددة.

في الأخير، فإنني اوجّه دعوة إلي السيد الفاضل المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين لإبراز استعداد الشركات المصرية ذات الكفاءة العالية والخبرات المشهود لها في مجال الأمن السيبراني، ونحن في طليعة المرحّبين بالتعاون مع النقابة ومن يهمه الأمر لصياغة برنامج تدريبي يسهم في بناء قدرات حقيقية في هذا المجال، اعتمادًا على خبرات وطنية.

ويأتي هذا انطلاقًا من الدور المحوري للنقابة، وانتشار المهندسين المصريين على المستويين الإقليمي والدولي ونختم بأبيات القصيدة.

نقابة المهندسين

بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً في شِعارِ الواعِظينا – فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا.

وَيَقولُ الحَمدُ لِلهِ إِلَهِ العالَمينا – يا عِبادَ اللَهِ توبوا فَهوَ كَهفُ التائِبينا

وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ الـعَيشَ عَيشُ الزاهِدينا – وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن لِصَلاةِ الصُبحِ فينا

فَأَتى الديكَ رَسولٌ مِن إِمامِ الناسِكينا – عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ وَهوَ يَرجو أَن يَلينا

فَأَجابَ الديكُ عُذراً يا أَضَلَّ المُهتَدينا – بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي عَن جدودي الصالِحينا

عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن دَخَلَ البَطنَ اللَعينا – أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ القَولِ قَولُ العارِفينا

مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا

بعض المصادر في التعليق الأول وللحديث بقية إن شاء الله

محمود توفيق

 

رابط المقالة على موقع لينكد إن

ومرفق أيضا في أول تعليق مصادر المعلومات الخاصة بالشركة الإسرائيلية ومالكها.

صور من إعلان نقابة المهندسين عن إطلاق المؤتمر والمشاركات والاتفاقات المتوقع توقيعها وصور لمنشورات حول الشركة المذكورة لمالكها 

About Author