حوار “المهندس إيهاب السعيد”| مستقبل “المدفوعات الالكترونية” كبير والدولة تحقق الشمول المالي بكفاءة

شركة خدماتي للدفع الالكتروني هي واحدة من الشركات المصرية التي بدأت عملها في السوق المحلي عام 2008 بـرأسمال محدود وامكانيات محدودة إلى أن أصبحت واحدة من أهم الشركات المصرية المتخصصة في مجال المدفوعات الالكترونية، وتقدم خدمتها لـ أكثر من نصف مليون مواطن في جميع أنحاء الجمهورية.

وبدأت شركة خدماتي للدفع الالكتروني منذ هذا التاريخ بتطوير مراكز الاتصالات وتحويلها إلى مراكز خدمة مجتمعية، ومع تطور الوقت تحولت إلى شركة مدفوعات الخدمات الحومية، وحاليًا تستهدف زيادة عدد النقاط واستخدام جميع وسائل التكنولوجيا والتدريب لتوصيل خدمات الدفع الالكتروني إلى كل مواطن على مستوى الجمهورية، تحت شعار: “أي خدمة محتاجلها مش لازم تروحلها لن خدماتي ديمًا في خدمتك”.

في ضوء الحديث عن قطاع المدفوعات الالكترونية والتحول الرقمي الذي يحدث داخل المجتمع المصري في القطاع المالي، كان لنا هذا اللقاء مع المهندس إيهاب السعيد رئيس مجلس إدارة شركة خدماتي للدفع الالكتروني، حول مستقبل هذا القطاع في السوق المصري، وكيفية النهوض به والتحديات القائمة أمام التحول الرقمي في قطاع التكنولوجيا المالية.

المهندس أيهاب السعيد: المدفوعات الالكترونية تسحب البساط من تحت أقدام الأنظمة النقدية والسوق المصري ينتظر مستقبل كبير في هذا القطاع

وفي هذا الإطار أوضح المهندس إيهاب السعيد، إن المدفوعات الالكترونية هي جزء من عمليات الشمول المالي والرقمنة والميكنة والتحول الرقمي التي تحدث في مصر خلال الفترة الراهنة.

وقال: “التحول إلى مجتمع رقمي في المدفوعات الاكترونية أي مجتمع لا نقدي”، وبالتالي ستكون كل المدفوعات الكترونية في كافة المشترايات التي تحدث “مصروفات، اشتراكات، فواتير،المرتبات المنتجات، المدارس والجامعات، والأندية، والنقابات” وكل شئ يٌدفع فيه أموال بما في ذلك المنتجات ذات الأسعار البسيطة “أقل من 10 جنيها أو خمس جنيهات” ستكون الكترونية قائلًا: “باي باي نقدية”.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ منصة “تكنو لايف”، إن الدفع الالكتروني ليس مجرد تحويل أموال فقط من محفظة إلى محفظة ولكن نظام المدفوعات الالكترونية هو نظام يشمل كافة المشتريات في كل الأغراض التجارية والخدمية “السوبر ماركت، المواصلات العامة، وكافة المدفوعات”.

وبالتالي التحول إلى مجتمع لا نقدي بدلًا من استخدام العملات الورقية، وستكون المحفظة الكترونية بالكامل وهو ما يحدث حاليًا وجاري استكماله ليشمل كافة المنتجات والخدمات الموجودة في السوق المصري.

أهم مميزات أنظمة الدفع الالكتروني مقارنتة بأنظمة الدفع النقدية:

وأضح المهندس إيهاب السعيد قائلًا: “لو محفظة الفلوس التقليدية اتسرقت لا يمكن معرفت مكانها أو كيف سرقت أو الوصول اليها بينما المحفظة الالكترونية على الموبايل أو اي وسيلة الكترونية، فالامر يختلف حيث تتوافر عوامل الحماية والامان في عمليات المدفوعات الالكترنية والمحافظ الالكترونية حتى بالنسبة لمصادر الدفع وبالتالي حماية اكبر، وسرعة وسهولة في الاستخدام”.

ـ  رابط تطبيق خدماتي للدفع الالكتروني ـ للتجار فقط:

ـ رابط تطبيق خدماتي للدفع الالكتروني ـ للمواطنين 

فضلا عن توفير التكاليف سواء على المجتمع أو بالنسبة للاستخدامات من جانب المواطنين فيما يتعلق بتكاليف الطباعة وأسعار الورق بجانب مصاريف التخزين والتوزيع وغيرها، كما أن العملات الوقية معرضة للتزوير وكل هذه المشكلات غير موجودة في التعاملات الالكترونية.

هذا إلى جانب توفير الوقت والمجهود في عّد الأموال اثناء عمليات الدفع، الامر الذي يسبب زحام في بعض الأماكن مثل المراكز التجارية أو السوبر ماركت وغيرها، بينما بالنسبة للمدفوعات الالكترونية فالموضوع كله لا يحتاج سوء “ضغطة زر” واتمام العملية في اقل من دقيقية، وبالتالي فهي “أسهل، أءمن، أسرع” وهي الشعارات التي استخدمها البنك المركزي المصري أثناء الترويج لاستخدام أنظمة المدفوعات الالكترونية.

المدفوعات الالكترونية بعد أحداث جائحة كورونا واقبال الجهور على التطوير:

عملية تطوير انظمة المدفوعات الالكترونية تسير بخطى جيدة وخاصة بعد ظهور جائحة كورونا، لكن الجدول الزمني لاستكمال هذه المنظومة هي أمور تحددها الجهات الحكومية المعنية حسب أولوياتها، ولكن الأهم في هذا الصدد هو اقبال الجمهور على الاستخدام على الرغم من التخوف من استخدام هذه الأنظمة في السابق لكن الآن الأمر اختلف تمامًا وهناك اقبال كبير على استخدام المدفوعات الالكترونية نتيجة للمزايا المتاحة في هذه الوسائل.

هذا بالاضافة إلى أن وجود شركات مصرية كثيرة بدأت تعمل في هذا المجال، مما ساهم في زيادة وعي المواطنين بأنظمة المدفوعات الالكترونية، مثل: “فوري، واي فايننس، أمان، مصاري، بي، كشكول، ضامن، ايجي باي”، بجانب شركة خدماتي التي تعد من أوائل الشركات العاملة في هذا المجال داخل السوق المصري.

ويعد هذا الزخم الكبير من جانب الشركات هو نتيجة لان العمل في مجال المدفوعات الالكترونية هو أرض خصبة للاستثمار داخل السوق المصري، كما أن اتاحة تطبيقات الموبايل للدفع والتسوق الالكتروني وعوامل اخرى كثيرة ساهمت في تطوير قطاع المدفوعات الالكترونية في مصر مثل استخدام المحفظة الالكترونية لشركات المحمول وبالتالي أصبح هناك نوع من الطمائنينة من جانب المواطنين، ومن المتوقع زيادة هذه التطورات خلال الفترة الراهنة بشكل أكبر وهو المستقبل القادم.

خدماتي بدأت بإمكانيات محدودة واليوم هي واحدة من أهم شركات المدفوعات الالكترونية في السوق المصري

وبالنسبة لـ شركة خدماتي في مجال الدفع الالكتروني، فهي واحدة من الشركات المصرية التي  بدأت برأسمال محدود وامكانيات محدودة وفكرتها في البداية كانت تطوير مراكز الاتصالات وتحويلها إلى مراكز خدمة مجتمعية، ومع تطور الوقت تحولنا إلى شركة مدفوعات الخدمات الحومية، وحاليًا نستهدف زيادة عدد النقاط واستخدام جميع وسائل التكنولوجيا والتدريب في المراكز على تقديم خدمات الدفع الالكتروني.

وتعد أحد أهم المميزات التي نمتلكها اننا ليست شركة مدفوعات الكترونية فقط، بل شركة لتقديم الخدمات الحكومية مثل المستخرجات والشهادات والبيانات وبالتالي نتعامل مباشرة مع العملاء بجانب خدمات المدفوعات التي تقدمها شركة خدماتي، ولذلك نحقق نسبة نمو تتراوح من 20% إلى 30% حسب نتائج أعمال العام الجاري 2021.

كما أن شعارنا حاليًا “أي خدمة محتاج لها مش لازم تروح لها لن خدماتي ديمًا في خدمتك”، وذلك من خلال تجميع كافة الخدمات تحت تطبيق موحد بهدف خلق الطلب وخدمة أكبر عدد من المواطنين، وتجاوز حاليًا عدد مستخدمين التطبيق 4 الاف مستخدم، ولكن في إطار خطة شركة خدماتي سيكون هناك تسويق بشكل أكبر للتطبيق للوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين.

التحديات التي تواجه قطاع المدفوعات الالكترنية في السوق المصري:

ومن ضمن أبرز التحديات التي تواجه سوق المدفوعات الالكترونية خلال الفترة الراهنة هو “الهاكر” الذين يستخدمون وسائل المدفوعات الالكترونية لسرقة حسابات العملاء ومن ناتج التجربة نحاول وضع ضوابط لغلق أي ثغرات أمام المخترقين، ولكن التوعية هي أهم شئ، وفي ضوء ذلك نعمل على تأمين النظام ذاتيًا من أجل المواطن البسيط، حتى تكون حسابات ومعاملات العملاء في أمان تام.

اتحاد مقدمي خدمات المدفوعات الالكترونية “التكامل بين شركات القطاع”:

كما أن التعاون بين كل مقدمي خدمات المدفوعات الالكترونية في السوق المصري، هو أحد العوامل الهامة لوقف خطر الهاكرز، نظرًا لان هذا التكامل يمكن عن طريقه عمل اتحاد مقدمي خدمات المدفوعات الالكترونية أو اتحاد بنوك مصر لوضع الضوابط ووالقائمة السوداء المتعلقة بأي مشكلة في ما يخص قطاع المدفوعات الالكترونية والتأمين والضوابط، وبالتالي فإن التنافس ليس الاهم في هذا الصدد، ولكن العنصر الأهم هو التكامل بين أصحاب نفس المهنة، الامر الذي يعود النفع على المجتمع ككل.

وذلك للحد من مشكلات الهاكرز أو محاولات الاختراق التي تواجه قطاع المدفوعات الالكترونية، بجانب ما وصفه بـ “شركات بير السلم” التي تعد واحدة من المشكلات التي تواجه هذا القطاع، خاصة مع وجود مصادر وفرص عمل كثيرة في هذا القطاع ولكن الأهم هو التطوير.

التحول الرقمي خلق مهن جديدة وأخرى تتراجع وثالثة تنتهي

مصر تسير على الطريق الصحيح من ناحية إدارة منظومة المدفوعات الالكترونية، ونطالب باتاحة الميكنة والرقمنة في كل الخدمات وفي كل الجهات، فضلا عن وجود عقود موحدة لكل الشركات بجانب التوعية الكاملة للمواطنين لمعرفة الضوابط التي تحمي كل العلاقات في عمليات المدفوعات الالكترونية.

ومن المتوقع أختفاء مهن موجودة داخل المجتمع المصري مثل المحصلين لخدمات الكهرباء والمياه والغاز وغيرها وبعض المهن ستتائر مثل مكاب الصرافة ومن المتوقع أيضًا أن تظهر مهن أخرى مرتبطة أكثر بالأنظمة التكنولوجية وبالتالي أحوال السوق ستتغير بشكل كبير.

على التجار في مصر التحول إلى أنظمة الشمول المالي:

أنظمة التجارة حاليًا اصبحت عير نمطية كما كان يحدث في السابق، بل أصحت تجارة معلومات وإدارة وتسويق وتوصيل، ولذلك ظهرت نماذج عديدة من مقدمي هذه الخدمات في المجالات التجارية مثل جوميا وامازون واوبر وكريم، وآن الأوان ان يقدم الانسان المصري نماذج ناجحة مثل هذه النماذج وبالفعل مصر بها كوادر وخبرات تستطيع أن تقدم هذا المستوى من الخدمات وهو ما يحدث بالفعل على أرض الواقع.

ولذلك على التجار في السوق المصري أن يواكبو هذه التغيرات، ولابد أن يكون لديهم ماكينات POS لعدم فقد الزبائن، في ظل التحول الذي يحدث حاليًا في عمليات الشمول المالي التي تطبيقها الدولة والتي تساعد في سرعة اتخاذ القرار من خلال هذا النظام المحكم لادارة المنظومة بالكامل، فيما يتعلق بمعرفة حجم الانتاج والاستهلاك والانفاق بشكل دقيق والرقابة الذاتية للسوق لمنع اي مخالفة مثل الغش او الاحتكار أو السوق السوداء وغيرها من المشاكل.

About Author